نص بعنوان (الخيانة) للكاتبة /هند حسين
يتحدثون عن الثقة والإخلاص ويمارسون الخيانة بمنتهى الشرف؛ تشعر وكأنهم قطعوا ذراعيك، تستطيع مسامحتهم ولا تستطيع عناقهم، وليتنا لم نسامح؛ فيجد لنفسه ألف عذر وعذر ليقنع نفسه بأنه علىٰ صواب، وما يوجعك حقًا أن تكون هذه الخيانة من شخص يكون بالنسبة لك أقرب إليك من حبل الوريد؛ وهذا ما فعلت أنت بي، ظننتك أقرب الناس لي، ظننت أنك تحبني حقًا، ليتني لم أحبك!
لم أتعلق بك إلى هذه الدرجة، أي حبٍ هذا الذي يجعل المرء يهين كرامته إلى هذه الدرجة!
يقسو على نفسه من أجل شخص مثله، لقد أحببتك وحاولت كثيرًا إرضاءك ولكن بادرت حبي لك بخيانتك لي، تجاهلت حبي لك وكأنه لم يكن، ليتني لم أسمح لقلبي أن يتعلق بك!
والآن سأكتب إليك هذه الرسالة لعلي أستطيع من خلال قلمي وصف ما بداخلي؛ فما بداخلي هو أصعب من أن يقال، وأصعب من أن يوصف:
"لقد مر عام منذ أن التقينا، فرحنا وحزنا معًا ولكن الآن لا أجدك معي؛ فأنا لا أجد إلا جسدًا بلا روح، كنت أخاف من هذا العالم، كنت لا أريد تلك الحياة الكاذبة، تعرفت علىٰ كثير من الأشخاص الذين مروا عليّ طوال حياتي، ولكن لم أجد تلك السكينة إلا معك، كنت أشعر بروحك التي كانت تحاوطني أينما ذهبت ولكن الآن لم أعد أشعر بتلك السكينة التي كنت أشعر بها سابقًا، أصبحت أخاف منك، أشعر دائمًا من خلال حديثك معي أن لا قيمة لي معك، أتساءل كثيرًا هل أذنب هذا القلب حين أحبك؟ هل تبخر هذا الحب الذي كنت تكنه لي به من قلبك؟ فأين أنا من كل هذا الحب الذي كنت تحدثني عنه دائمًا؟ فمنذ خيانتك وإهمالك لي مات قلبي حينها؛ والآن أصبح فراقك لم يعد مهمًا بالنسبة لي؛ فأنا وأنت افترقنا منذ زمن طويل، نعم لا تتعجب من حديثي هذا؛ لقد افترقنا منذ اللحظة التي قل الحديث بيننا، منذ اللحظة التي فضّلنا الصمت عن التحدث، منذ إهمالك لي، قلة حديثك معي، غضبك المستمر لأي فعل أقوم به، أصبح لا شيء يعجبك كما كان يعجبك حين التقيت بك، منذ خيانتك لي المستمرة وأنا أحاول جاهدة الحفاظ على ما بيننا، لكن هذه الخيانة دمرتني، وها أنت عائد مرة أخرى لتدّعي الصدق، فكيف السبيل وأنا المغدور؟"
والآن وبعد أن أرسلت إليك خطابي الأخير؛ فأنا لن أسمح بعودتك مرة أخرى لحياتي وقلبي؛ قلبي الذي مات بسبب إهمالك وخيانتك، فما عاد لي شغف لحبك، فعدم وجود شغف الحب في وقت الفراق مباح، واليوم سأمشي في جنازتك رافعة رأسي، ولكن لا أعلم لِمَ كلما تذكرتك أبتسم وأبكي في نفس الوقت!
هل لأنني ما زلت أحبك فأبتسم ،فأتذكر ما فعلته بي، فأبكي؟
ـ هند حسين "ورد"
تعليقات
إرسال تعليق